1. التمر في القرآن الكريم والسنة النبوية
الآيات القرآنية التي ورد فيها ذكر التمر
فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُقال تعالى : إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ ( )عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا
قال : لم يجف ولم ييبس ولم يبعد عن يديرُطباً جنيّاالقرطبي: في قوله تعالى: مجتنيه.
ونقل عن ابن عباس قوله: كان جذعاً نخراً فلما هزّت نظرت إلى أعلى الجذع فإذا السعف قد طلع، ثم نظرت إلى الطلع قد خرج من بين السعف ثم صار بلحاً ثم زهواً ثم رُطباً... كل ذلك في طرفة عين، فجعل الرطب يقع بين يديها لا ينشدخ منه شيء.
و استدل بعض الناس من هذه الآية أنَّ الرزق وإن كان محتوماً فإن الله تعالى قد وكل ابن آدم إلى سعيٍ ما فيه لأنه أمر مريم بهزّ النخلة لترى آية.
و ينقل عن الربيع بن خيثم قوله: ما للنفساء عندي خيرٌ من الرطب لهذه الآية، ولو علم الله شيئاً هو أفضل من الرطب لأطعمه مريم، لذلك قالوا: التمر عادة للنفساء منذ ذلك الوقت، وقالوا: إذا عسر ولادها لم يكن خير لها خيرٌ من الرطب ولا للمريض خيرٌ من العسل.
فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا قال القرطبي: في قوله تعالى : أي كلي من الجني واشربي من السريّ وقرّي عيناً برؤية الولد النبي.
قال أبو عمرو: "اقر الله عينه أي أنام عينه واذهب سهره". ( )
------------------------------------------------------------------------------------
2.الأحاديث التي ورد فيها ذكر التمر
لقد وردت صفات ثمرات النخيل وفوائدها الغذائية والعلاجية في السنة النبوية المطهرة في أحاديث ومواقف كثيرة ، منها:
عن عروة عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها- أنها قالت لعروة "والله ! يا ابن أختي ! " إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال ، ثلاثة أهلة في شهرين ، وما أوقد في نار. فقلت : يا خالة ! فما كان يعيشكم ؟ قالت : الأسودان التمرأبيات رسول الله جيران من الأنصار كانت لهم منائح ، فكانواوالماء . إلا أنه قد كان لرسول الله من ألبانها فيسقيناه" متفق عليه ،وهذه رواية مسلم.( )يرسلون إلى رسول الله
قال : " عن أمّ المؤمنين السيدة عائشة - رضي الله تعالى عنها- أن النبي لا يجُوع أهلُ بيتٍ عِندهُم التمر " .( )
عَن عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ : " يَا عَائِشَةُ بَيْتٌ لا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ، َيارَسُولُ اللَّهِ عَائِشَةُ بَيْتٌ لا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ أَوْ جَاعَ أَهْلُهُ " قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا .( )
: " أطعِمُوا نِسَاءكُم في قال رسول الله نِفاسِهن التمر، فإنه مَن كان طَعامُها في نفاسها التمر خرج وليدها حليمًا , فإنه كان طعام مريم ، حيث ولدت , ولو علم طعامًا خيرًا من التمر لأطعمها إياه " . ( )
قَالَ : " إِذَا عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ عَنِ النَّبِيِّ أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فليفطر على تَمْرٍ" ، زَادَ ابْنُ عُيَيْنَةَ " فَإِنَّهُ بَرَكَةٌ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ فَإِنَّهُ طَهُورٌ ".( )
: " من وجد تمراً فليفطر عليه ، و من لا يجد فليفطر على الماء فإنه قال طَهورٌ" .( )
: عن عائشة - رضي الله عنها - قالت قال رسول الله " إنَّ في العجوةِ العاليةِ شفاءً" .( )
: " كُلوا البلح بالتمر قال النبي فإنَّ الشيطان يقول بقي ابن آدم يأكل الجديد بالعتيق ".( )
عن يوسف بن عبد أخذ كسرة من خبز شعير ، فوضع عليها تمرة ، فقال قال : رأيت النبي الله بن سلام : " هذه إدام هذه".( )
قال : " خير تمراتكم البُرنيُّ ، وعن رسول الله يذهب الدّاء " . ( )
--------------------------------------------------------------------------------------
3. الحكمة من تناول التمر صباحاً
• عن عامر بن سعد عن أبيه - رضي الله : " من تَصَبح كُل يوم بسبعِ تمراتٍ عجوة لم يَضُره فيعنهما- قال: قال رسول الله ذلك اليوم سمٌّ ولا سحر". متفق عليه
هل المقصود تمر المدينة وفي زمن النبي أم أي تمر وفي كل زمان ؟
جاء في فتح الباري : " قال الخطابي : كون العجوة لتمر المدينة ، لا لخاصية في التمرتنفع من السم والسحر إنما هو ببركة دعوة النبي ".
وقال القرطبي : " ظاهر الأحاديث يدل على خصوصية عجوة المدينة بدفع السم وإبطال السحر ".
وقال المناوي في فيض القدير :" وليس ذلك عاماً في العجوة ، بل خاصاً بعجوة المدينة بدليل رواية مسلم " من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها - أي المدينة - لم يضره ذلك السم " . و في هذه الأحاديث فضيلة التصبح بتمر المدينة وعجوتها.
أم عام ؟ ثم هل ذلك خاص بزمن المصطفى
قولان : رجح بعضهم الأول . قال بعض المحققين : والذي يدفع الاحتمال ، التجربة المتكررة ، فإن وجد ذلك كذلك الآن عُلِمَ أنها خاصة دائمة ،و إلا فخاصة مخصوصة.
التمر... ترياق من السموم:
قال: قال رسول• عن أبي هريرة : " العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم والكمأة من المنّ وماؤها شفاء للعينالله " . رواه أحمد والترمذي وابن ماجة ، هذه الرواية تتفق مع رواية البخاري بعدم تخصيص لتمر المدينة أو عجوتها.
قال القرطبي: ومن أئمتنا من تكلّف فقال: إن السّموم إنما تقتل لفرط برودتها فإذا داوم على التصبّح بالعجوة تحكمت فيه الحرارة وأعانتها الحرارة الغريزية فقاوم ذلك برودة السمّ ما لم يستحكم، قال: وهذا يلزم رفع خصوصية عجوة المدينة.( )
و قال ابن القيم : عجوة المدينة من أنفع تمر الحجاز وهو صنف كريم من ألين التمر وألذه... والتمر في الأصل من أكثر الثمار تغذية لما فيه من القوة الترياقية. فإذا أديم أكله على الريق جفف مادة الدود وأضعفه أو قتله.
قال ابن حجر: وفي كلامه إشارة إلى أن المراد نوع خاص من السمُّ وهو ما ينشأ عن الديدان التي في البطن لا كل السموم، لكن السياق يقتضي التعميم لأنه نكرة في سياق النفي. ( )
و في هذا المجال يقول الدكتور محمد ناظم النسيمي : " السموم أنواع ، والتسمم إما أن يكون خارجي المنشأ، يدخل الجسم عن طريق الجروح أو لدغات الأفاعي، أو عن طريق طلاء الحروق الواسعة بمواد تعدُّ سامة بمقدارها الكبير كالميركروكروم، أو عن طريق الفم مع الطعام والشراب أو عن طريق التنفس... وإما أن يكون التسمم داخلي المنشأ - كانحباس الآزوت لقصور كلوي والانسمام نتيجة التفسخات المعوية وذيفانات الجراثيم والطفيليات.
هذا ويتخلص الجسم من جميع المواد الضارة ومن نفايات الجراثيم ونتائج تعفن المواد الغذائية في الأمعاء عن طريق ربطها في الكبد ببعض المركبات ومن أهمها الجلوكورونيك الذي يصنعه الكبد نتيجة أكسدة سكر العنب. ونستطيع القول أن وظيفة الكبد في إبطال المركبات السامّة من أهم وظائفه ، ولذا كان سكر العنب داخلاً في معالجة الانسمامات المختلفة ، والتمر والرطب من أغنى الفواكه بهذا السكّر" .( )
كما انه وقاية من السحر:
فالذي يتصبح بسبع فإن يقينه بالله تعالى يزيد التجاؤه إليه، وتوكلهتمرات إيماناً وتصديقاً لنبيه عليه ، وبذلك تقوى معنوياته وتزداد مقاومته الجسدية والنفسية فلا مجال للوساوس والمخاوف وتوقع حدوث سحر يصيبه أو دسّ سمّ من قبل عدوٍ يكيد له. وإذا ما وقع ذلك فإن الأضرار تخف بما قدَّم من اعتقاد بالله وثقة به وتصديق لنبيّه فهي وقاية نفسية ومعالجة روحية في هذا المجال - السّحر- .
و قال ابن القيم : إن من شرط انتفاع العليل بالدواء قبوله واعتقاده النفع به فتقبله الطبيعة فتستعين به على دفع العلة حتى أنّ كثيراً من المعالجات تنفع بالاعتقاد وحسن القبول وكمال التلقي.( )
----------------------------------------------------------------------------------------
4. خاصية الرقم سبعة... وعجوة العالية
قال المناوي : وتخصيصه بسبع لخاصية هذا العدد علمها الشارع وقد جاء في مواضع كثيرة منها :
- في مرضه - : " صبوا على من سبع قرب "• قول المصطفى
: " غسل• وقوله الإناء من ولوغ الكلب سبعاً ".
وقد جاء هذا العدد في غير الطب فمن ذلك :
وَسَبْعَ سَبْعٌ عِجَافٌ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ • قوله تعالى: ( )سُنبُلاَتٍ
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا • قال تعالى : ( )
وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي• قال تعالى : ( )وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ
وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن• قال تعالى : ( )بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ
فما جاء من هذا العدد مجئ التداوي فذلك لخاصية لا يعلمها إلا الله ومن أطلعه عليه
وما جاء في غيره ، فالعرب تضع هذا العدد للتكثير لا لإرادة عدد بعينه ولا حصر.
وقال بعضهم : خص السبع لأن لهذا العدد خاصية ليست لغيره من الأعداد فالسموات والأرض والأيام والطواف والسعي ورمي الجمار وتكبير العيد في الأولى سبع .
ولقد روي عن عائشة - رضي الله عنها - قال : " إنّ في عجوة العالية شفاءٌ أو أنها ترياق أوّل البكرة " رواهأن النبي مسلم ، وقال النووي في شرحه : والعالية ما كان من الحوائط والقرى والعمارات من جهة المدينة العليا وهي جهة نجد...
و في هذه الأحاديث فضيلة تمر المدينة وعجوتها، وفضيلة التصبح بسبع تمرات منها، والعدد سبع من الأمور التي علمها الشارع ولا نعلم نحن حكمتها فيجب الإيمان بها واعتقاد فضلها والحكمة فيها. ( )
----------------------------------------------------------------------------------------
5. تحنيك المولود بالتمر والإعجاز النبوي في ذلك
يحنك المواليد من أهل المدينة بالتمر ويدعو لهم بالبركة ،كان رسول الله فقد جاء في الصحيحين من حديث أبي بردة عن أبي موسى الأشعري قال: وُلِد لي غلام فسمّاه إبراهيم وحنّكه بتمرة.فأتيت به النبي
وفي الصحيحين أيضاً من حديث قال : " كان لأبي طلحة صبي يشتكي ، فخرج أبو طلحة ، فقبض الصبي ،أنس بن مالك فلما رجع أبو طلحة ، قال ما فعل الصبي؟ قالت أم سليم : هو أسكن مما كان ، فقربت إليه العشاء ، فتعشى ثم أصاب منها فلما فرغ ،قالت: وار الصبي فلما أصبح أبو طلحة فأخبره فقال " أعرستم الليلة ؟" قال: نعم ، قال : " اللهم باركأتى رسول الله وبعثت معهلهما " فولدت غلاماً ، فقال لي أبو طلحة : احمله ، حتى تأتي به النبي فمضغها ، ثم أخذها من فيه ، فجعلها في في الصبي ، ثم حنكهبتمرات ، فأخذها النبي وسماه عبد الله ".
يقول الدكتور فاروق مساهل في كتابه (تكريم الإسلام لم تظهر الحكمة من ورائها إلا حديثاً.للإنسان): " والتحنيك هو معجزة طبية للنبي فالطفل بعد ولادته يجد نفسه وقد انفصل عن أمه، وانقطع سيل الغذاء الجاهز إليه، فيلجأ للاعتماد على ما استطاع جسمه تخزينه من الطعام وهذا ليس بالكثير أثناء حمله في رحم أمه، لحين إفراز اللبن من ثدي والدته، ويستغرق إفراز اللبن وقتاً متفاوتاً - من يوم إلى ثلاثة أيام- . وبما أن نشاط أجهزة الجسم عند المولود تكون في قمتها في محاولة لملائمة الوضع الجديد فإن المخزون في جسمه يستهلك بسرعة، وقد تنخفض تبعاً لذلك نسبة السكر في الدم. وحيث أن الفترة الحرجة في إطعام الطفل تقع بين انتهاء ولادته وبدء رضاعته فإننا نجد في تكريم المولود على يدي النبي صلى الله عليه وسلم بتحنيكه بالتمر الممتلئ بالسكر والذي يمتص في عروقه فيحافظ على مستوى السكر في دمه أو يرفعه إلى مستواه الطبيعي لحكمة كبيرة..."
و من هنا تتضح الأهمية العظمى للتحنيك في تغطية الفجوة هذه في تغذية المولود بين ولادته وبدء رضاعته من ثدي أمه .( )
=====================================================
الفصل الثاني : التمر في الطب الحديث
1. تركيب التمور
التمرُ يُعَدُّ غذاءً كاملاً تقريباً ؛ لاحتوائِهِ على أغلبِ العناصرِ التي يحتاجُهَا جسمُ إنسانِ , ولذا يصفُه وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِالحقُّ تباركَ وتعالَى بقولِهِ : تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ ( )يَعْقِلُونَ
فالتمرُ يحتوِي على موادٍ سكريَّةٍ , وكربوهيدراتيَّةٍ , وبروتينيَّةٍ, ودُهنيَّةٍ , وعلى عددٍ من العناصرِ المهمِّةِ , والفيتامينات الضروريِّةِ لحياةِ الإنسانِ, وقدْ أثبتت التَّحاليلُ الكيميائيَّةُ أنَّ التمرَ الجافَّ يحتوي على 70.6% من الكربوهيدرات 2.5% من الدُهونِ 1.32% من الأملاحِ المعدنيَّةِ التي تَشْمَلُ مُرَكْبَاتِ كلٍ مِن الكالسيوم والحديد , والفوسفات , والمغنسيوم , والبوتاسيوم ,والنحاس , والمنجنيز, والكوبلت والزنك, وغيرها , 10% من الأليافِ , بالإضافةِ إلى فيتامينات تَشْمَلُ فيتامين أ، ب1 ب2, ج وإلى نسبٍ متفاوتةٍ من السكرياتِ والبروتينات .
والسكريات المتكونة في التمر:
• أحادية (سكر العنب والفواكه) كمكون أساسي ذو امتصاص سريع وسهل.
• ثنائية (سكر القصب أو السكّر العادي) موجودة في الثمرة الناضجة بكميات قليلة حيث يكون معظمها قد تحول إلى سكريات أحادية في فترة النضج.
أما البروتينات :
فهي رغم قلتها إلا أن نسبتها تفوق ما تحويه كل أنواع الخضار والفواكه الأخرى من هذه المواد القيمة والتي تعتبر المادة الأساسية لبناء الخلايا. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن معظم هذه البروتينات موجود على شكل أحماض أمينية هامة، حيث أن كلاً من اللب والنواة تحتوي على 12 حمضاً أمينياً منها حمض الجلوتاميك والأسبارتيك والجليسين والسيرين والأرجنين والتربتوفان، كما وجد أن التمر من أغنى المصادر بالحمض الأميني النادر(17) Pipecolic acid.
ومن هنا يمكن اعتبار التمور من أغنى الفواكه في محتواها من الطاقة الحرارية فمحتوى ثمار التمر من الطاقة يزيد عن أربعة أضعاف ما تحتويه ثمار التفاح وسبعة أضعاف ما تحتويه ثمار البرتقال و ثلاثة عشرة ضعف ما تحتويه ثمار البطيخ حيث نجد أن كيلوجرام التمر يمد الجسم بما يزيد عن 3000 سعر حرارية والتي تعادل 10 كيلو جرام من اللحم.
كما أنه يحتوي على مضادات الأكسدة والمنشطات الجنسية :
فالتمر فيه عنصر الفوسفور وهو غذاء للحجرات النبيلية وهي حجرات التناسل وهذا يعطي القوة الجنسية بالإضافة إلى أنه يحتوي على الحامض الأميني "الأرجنين" وهو له دور مؤثر في الذكورة لذلك فهو غذاء هام ومفيد يصلح للرجال ويساعدهم على الحفاظ على قدرتهم الجنسية.
كما أنها تعتبر مصدراً جيداً لحامض الفوليك :
فالتمور تحتوي على عنصر الفلورين يقدر بخمسة أضعاف مما تحتويه الفواكه الأخرى من هذا العنصر ، وهذا يؤكد الإدعاء أن تناول التمور لا يؤدي إلى تسوس الأسنان بل يحافظ عليها ، ويؤكد ذلك احتفاظ الأشخاص الذين يعتمدون على التمر في وجباتهم اليومية بأسنان سليمة رغم تناولهم كميات كبيرة من التمور. ( )
--------------------------------------------------------------------------------------------
2. التمر في نظر الطب
التمر وارتفاع الضغط :
ارتفاع ضغط الدم مرض شائع جداً وقد ثبت أنه ينبغي على المصابين به أن يخففوا كثيراً من تناول الملح. وعلى العكس من ذلك فإن الأغذية الغنية بالبوتاسيوم تفيد في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم وفي معالجته أيضاً. وللأسف فإن عمليات تحضير الطعام وتعبئته تزيد من كمية أملاح الصوديوم فيه وتنقص من كمية البوتاسيوم.
و ينصح خبراء التغذية ، المصابين بارتفاع الضغط بتناول الأغذية الغنية بالبوتاسيوم والإقلال من تناول ملح الطعام.
و قد وجدنا من خلال بحثنا في تركيب التمر أنه غذاءٌ مناسب للمصابين بارتفاع ضغط الدم فهو فقير بالصوديوم (5 ملغ في كل 100 غ من التمر) غني بالبوتاسيوم (تعطي الـ 100 غ منه نصف حاجة الجسم اليومية من البوتاسيوم) كما أنه غني بالمغنزيوم أيضاً، وكلها عوامل تتضافر على خفض ضغط الدم المرتفع.
التمر والإمساك:
الإمساك صعوبة في خروج البراز أو نقص عدد مرات التغوط أو خروج براز قاسي القوام. ومن أهم أسبابه ممارسة المهن التي تتطلب عدم الحركة طيلة النهار والتهاب القولون التشنجي وكثرة تناول مضادات الحموضة ومضادات الهمود. ومما لا شك فيه أنه أياً كان السبب في حدوث الإمساك فإن إضافة الألياف إلى الغذاء تساعد على التخلص منه. والاعتياد على تناول التمر الغني جداً بالألياف علاجٌ جيد.
التمور والبواسير:
البواسير هي توسعات وعائية وريدية في منطقة الشرج ، وقد تتعرض للالتهاب أو التشقق أو النزف وتحدث ألماً وخروج الدم مع البراز.الأبحاث الطبية تؤكد: أن أفضل علاج لتجنب البواسير هي تجنب الإمساك.
فشرب كمية وافرة من الماء ، وتناول الأغذية الغنية بالألياف كالفواكه والخضراوات والبقول والخبز الأسمر، وتناول التمر يساعد في القضاء على الإمساك ومن ثم التخلص من البواسير.
التمر والألياف:
ازداد اهتمام العلماء في السنوات العشر الأخيرة. بموضوع الألياف في الغذاء. ويرى بوركيت Burkit أن تزايد أمراض العصر في المجتمعات المتحضرة وقلتها في مجتمعات العالم الثالث يعود إلى كثرة ما تتناوله هذه الشعوب من الألياف في غذائها.
إن الغذاء الغني بالألياف ومنه التمر، يفيد أولئك الذين يرغبون في تخفيف وزنهم فهو يعطيهم إحساساً بالشبع يقلل من تناولهم للطعام. كما أن تناول الألياف يعدّل تركيب الأملاح الصفراوية مما ينقص من احتمال تشكل حصيات المرارة. والألياف تزيد من حجم البراز وتسهل مروره في الأمعاء مما يخلص المريض من مشكلة الإمساك المزمن.
كما أثبتت الدراسات الحديثة ندرة حدوث سرطان القولون في المجتمعات التي تتناول غذاءً غنياً بالألياف حيث تبين أن بعض الألياف قادر على امتصاص المواد السمّية المسببة للسرطان والناجمة عن التخمرات الجرثومية في القولون. كما أن معظم المرضى المصابين بالتهاب القولون التشنجي يستفيدون من الحمية الغنية بالألياف.وقد أكّد باحثون من هولندا أنّ تناول غذاء يحتوي على كمية من الألياف تقل عن 37 غ في اليوم يترافق بازدياد نسبة حدوث السرطان بشكل عام بـ 3 أضعاف تقريباً.
وبالنسبة للمصابين بالداء السكري فإنّ أحدث التوصيات التي أصدرتها المؤسسات الطبية الأمريكية تنصح بتناول غذاء غني بالكربوهيدرات المعقدة الغنية بالألياف والذي ينقص التأرجحات الكبيرة التي تحدث في مستوى الدم عقب تناول السكريات. ( )
الرُّطب والولادة:
قال تعالى: فَأَجَاءَهَا المَخَاضُ إِلَى جِذعِ النَّخَلَةِ قَالَت يَا لَيتَنِي مِتُّ قَبلَ هّذَا وكُنتُ نَسياً مَّنسِيّاً فَنَادَاهَا مِن تَحتِهَا أَلاَّ تَحزَنِي قَد جَعَلَ رَبُّكِ تَحتَكِ سَرِيّاً وهُزِّي إِلَيكِ بِجِذعِ النَّخلَةِ تُسَاقِط ( )عَلَيكِ رُطَباً جَنِيّاً فَكُلِي واشَرِبي وقَرِّى عَيناً
قال : لم يجف ولم ييبس ولم يبعد عن يديرُطباً جنيّاالقرطبي: في قوله تعالى: مجتنيه.
و ينقل عن الربيع بن خيثم قوله: ما للنفساء عندي خيرٌ من الرطب لهذه الآية، ولو علم الله شيئاً هو أفضل من الرطب لأطعمه مريم، لذلك قالوا: التمر عادة للنفساء منذ ذلك الوقت.
يقول الدكتور عبد الله عبد الرزاق السعيد: لقد هيأ الله تعالى الشراب والغذاء المناسبين للسيدة العذراء الماخض فأمرها أن تأكل من الرطب الجنّي الغني بالسكريات وخاصة سكر العنب السريع الامتصاص والذي لا يحتاج إلى هضم ويطلق طاقة ممتازة، كذلك أمرها أن تشرب من السريّ فكأنها تتناول محلول الجلوكوز بالماء، وهذا ما ينصح به الأطباء في يومنا هذا، ينصحون الماخض وهي في حالة ولادة أن تعطى سوائل سكرّية وقد سبقهم القرآن بذلك بألف وأربعمائة سنة.( )
ولقد أشار عدد من المؤلفين إلى تأثير الرُّطب القابض للرحم ، فقد ذكر الدكتور مصطفى محمود: إنّ أحدث بحث علمي عن الرطب يقول أن فيه مادة قابضة للرحم تساعده على الولادة وتساعد على منع النزيف بعد الولادة.
أما الدكتور محمد كمال عبد العزيز فيقول: ويقوي الرطب الرحم وزيادة فترة انقباضاته، وقد أشار الله على مريم أن تأكل البلح فيغذيها من جهة ويزيد من انقباض الرحم بانتظام فتضع وليدها بسهولة من جهة أخرى. ( )
كما أن من فوائده الطبية ما يلي:
• يساعد على تكوين البويضة لأنه يحتوي على هرمونات الاستروجين الذي ينشط المبيض .
• يساعد على العلاج من الأنيميا لما يحتويه من معدن الحديد.
• يعالج أمراض القلب لاحتواءه على عنصر الحديد.
• لديه فعالية ضد الحساسية لاحتواءه على عنصر الزنك.
• وقف النزيف أثناء الحمل لاحتوائه على فيتامين K والتاناين الذي هو عبارة عن مادة قابضة.
• يمكن استخدامه أيضا في حالات الفشل الكلوي لاحتواءه على فيتامين بي1 و بي2 و بي6 إضافة إلى سكر الفواكه .
• يخفف من الحموضة والحرقة لاحتوائه على الأملاح القلوية .
• يمنع الدوخة ودوار الرأس لاحتواءه على بعض العناصر مثل الكاروتين.
• يماثل التمر نظام إعادة البناء في جسم الإنسان لاحتوائه على الفسفور وباقي الأملاح المعدنية والفيتامينات.
• يساعد على عمل القلب والعضلات والجهاز العصبي وللمحافظة على سكر الدم لأنه غني بالبوتاسيوم. ( )
--------------------------------------------------------------------------------
3. الحكمة من الإفطار في رمضان على التمر
: " من وجد تمراًقال فليفطر عليه ، و من لا يجد فليفطر على الماء فإنه طَهورٌ ( ) "
وعن سلمان بن : " إذا أَفطَر أحدُكُم فليُفطِر على تمر فإنه بركة قال: قال رسول الله عامر فمن لم يجد تمراً فالماء فإنه طهور " ( )
يقول الدكتور أحمد عبد الرؤوف هاشم : إن وراء هذا الهدي النبوي حكمة رائعة وهدياً طبياً عظيماً... فأهم شيء يجب تزويد الصائم به حال فطره هو طاقة جديدة تعوضه ما فقده نهار صومه، كذلك فالجسم في حاجة ماسّة إلى الماء وإزالة شعور العطش لديه. وأسرع شيء يمكن امتصاصه هي المواد السكرية وخاصة الأحادية منها. فالمواد السكرية في صورة محلول مائي يمكن امتصاصها في صورة ميسّرة في المعدة والأمعاء الفارغة عند الصائم وهذا ما يحققه الرطب وبذا يرتفع مستوى سكر الدم في وقت وجيز.
ومن الملاحظات الهامة أن التمر والرطب يكادان يخلوان من الدهن وبذا لا يحتاج هضمها لساعات طويلة وكذلك الحال بالنسبة للبروتينات. كما أن وجود الألياف السليلوزية في التمر بنسبة عالية له مزايا أخرى تفيد تعمل كإسفنجة تمتص الماء داخل المعي وتعطي البراز حجماً معقولاً مع إحداث تليين طبيعي يمنع حدوث الإمساك عند الصائم.
والسكر الموجود في طعام السحور يكفي 6 ساعات و بعد ذلك يبدأ الإمداد من المخزون الموجود بالكبد ، و من هنا فإن الصائم إذا أفطر على التمر أو الرطب وهي تحتوي على سكريات أحادية ، فإنها تصل سريعاً إلى الكبد و الدم الذي يصل بدوره إلى الأعضاء و خاصة المخ، أما الذي يملأ معدته بالطعام و الشراب ، فيحتاج لمدة من ساعتين إلى ثلاثة ساعات حتى تمتص أمعاؤه السكر