تتميز الأشجار عادة بطبيعة نمو خاصة تختلف باختلاف مراحل نمو الشجرة وليس من السهل تعريف الأشجار غير أنه يمكن وصفها بأنها أضخم أفراد المملكة النباتية وأكبرها حجماً – وقد يبلغ بعض الأشجار وخصوصاً المخروطية ارتفاعاً كبيرا يقرب من المائة متر أو يزيد – كما أن أعمارها تختلف باختلاف الأنواع من بضع سنوات إلى آلاف السنين.
وتتميز الأشجار عن الشجيرات فى أن ارتفاعها عادة يزيد على أربعة أمتار ولها ساق واحدة وقمة محددة الشكل (التاج) .
وتستعمل الأشجار كعنصر هام فى تنسيق الحدائق مفردة أو فى مجموعات منتظمة أو غير منتظمة لما تحوى من مختلف أنواع الجمال – مما يجعل فى يد المصمم مادة غنية يتلاعب بها كيف شاء وشاء له الخيال – كما أن الأشجار موضع جمال ثابت بالحدائق على مدار السنة وعلى مدى الأيام لا تحتاج إلى تغير أو تبديل بل هى باقية ما بقى بها الأجل حافظة لجمالها تضفيه على الحديقة عاما بعد عام بألوان مختلفة من جمال الطفولة إلى روعة الشباب إلى جلال الشيخوخة – فهى دائما مصدر يشع منه الهدوء ويوحى بالسكينة والأطمئنان ، والأشجار فى المدينة تعمل على تقليل الضوضاء وتنقية الجو.
والأشجار المستخدمة للتظليل ببلادنا الشرقية الحارة لا يمكن تجاهل أهميتها وضرورتها لحماية الإنسان والحيوان من شدة حرارة الشمس وبالأخص صيفاً كما أنها تلطف الجو بما تنتجه من بخار ماء – هذا فضلا عن حمايتها للمدن من الزوابع الرملية والرياح الشديدة المحملة بالأتربة عندما تزرع كحزام أخضر حول المدينة أو كمصدر للرياح فى الجهات التى تهب منها الرياح.
ونظراً لان الأشجار غنية فى صفاتها البنائية فهذا يجعلها ذات أهمية كبيرة فى أعمال التنسيق فهى تمنع الملل عن منظر نباتات قصيرة إذا زرعت الأشجار معها وتكسب الأشجار مهدلة الأفرع والأوراق الناظر إليها راحة فكرية وقد لوحظ فى تصميم وتنسيق حدائق كثيرة من المدارس المهتمة بالدراسات السيكولوجية والفكرية وتزرع حدائقها من الأشجار كل ما يوحى بالهدوء والتأمل ، وقد أصبحت الحاجة ماسة إلى البعد عن ضجيج المدينة إلى أى مكان حيث يتوفر الهدوء والتأمل.
وقد أصبحت الحاجة ماسة إلى البعد عن الضجيج المدينة إلى أى مكان حيث يتوفر الهدوء ولا يتوفر ذلك إلا فى الحدائق العامة حيث تساعد الشجيرات والأشجار على إمتصاص الضجيج.
وفضلا على ذلك فأشجار الزينة بوجه عام لها من المنافع الإقتصادية الكثيرة فى مختلف ميادين الزراعة والطب والصناعة ولذا فقيمتها نفسية ونفعها عميم.
ومن سوء الحظ أننا نتطلع دائماً ونختار أولا الأعشاب المزهرة للحديقة مهملين النباتات الخشبية والأشجار والشجيرات والمتسلقات وهى الأكثر ضرورة والأكثر استدامة فى الحديقة – وقد يعزى ذلك إلى سرعة نمو أزهار الحوليات وقلة تكاليفها بالإضافة إلى لونها الزاهر- كذلك مدى حاجة هذه الأشجار للتقليم ونوعه والتشكيل ودرجته.
كذلك ملائمة النباتات لظروف البيئة التى ستزرع بها مثل نوع التربة ودرجة الحموضة ومدى تحملها للظروف الجوية من حرارة وبرودة ورطوبة وجفاف ورياح ودرجة الظل وشدة الشمس وحيث تزرع الأشجار فى الحديقة أو على جانبى الشوارع وهى صغيرة لم يكتمل نموها بعد وتحتاج لعدة سنوات للوصول إلى الشكل النهائى الذى هو من أهم عوامل اختيارها للغرض المستعملة له تتضح معرفة ذلك مقدما لزراعة هذه الأشجار فى المكان المناسب لحجمها وشكلها النهائى.
وتتلخص الأغراض التى تستغل من أجلها الأشجار فى الآتى :
- تزيين الحدائق بعناصر الجمال الخضرى والزهرى.
- حجب المناظر غير المرغوب فيها.
- تظليل وتزيين الشوارع والطرق الزراعية والأماكن التى يراد تظليلها.
- يستخرج منها الخشب والورق والفحم النباتى ومواد كثيرة نافعة كالمطاط وبعض الصباغ والزيوت وغيرها.
- تقليل سرعة الهواء (مصدات للرياح).
- زراعتها كأشجار مؤقتة.
وعند إختيار الأشجار لكل غرض من هذه الأغراض المذكورة يجب أن يتوافر فيها صفات معينة حتى تفى بالغرض المستعملة من أجله.
فمثلاً فى حالة الأشجار التى تستعمل فى تزيين الحديقة إما أن تكون أشجار مزهرة أو تزرع لتشكيلها بعمليات القص المختلفة أو قد تكون من الأشجار المنتظمة النمو طبيعياً والتى تأخذ تقريباً الشكل المخروطى.
عند إختيار الأشجار المزهرة يراعى الآتى :
- تختار أشجار تزهر فى مواسم متعاقبة بحيث لا يمر يوم من السنة إلا ويوجد نوع من هذه الأشجار مزهراً ولذلك تختار أشجار لتزهر فى الربيع وأخرى تزهر فى الصيف وثالثة لتزهر فى الخريف ورابعة لتزهر فى الشتاء .
- إذا كانت الشجرة تعطى أزهارا ذات رائحة عطرية فيفضل أن يختار لها المنطقة التى تهب منها الرياح – حتى يمكن الإستمتاع بأريجها الطيب تماماً كما يتم عند زراعة النباتات العشبية التى تعطى أزهار ذات رائحة عطرية.
- يراعى عند زراعة الأشجار فى الممرات الخلفية البعيدة أن يتنافر لون أزهارها أما إذا زرعت الأشجار فى المناطق الأمامية من الحديقة فيفضل ألا يتنافر لون أزهارها.
- يفضل اختيار الأشجار ذات الأزهار الكبيرة الواضحة لتزرع فى المناطق الخلفية من الحديقة أما المناطق الأمامية من الحديقة فتزرع بالأشجار ذات الأزهار الصغيرة.
أما الأشجار التى تختار لزراعتها فى الحديقة لتشكيلها فيراعى عند اختيارها الاتى :
- أن تكون مستديمة الخضرة داكنة منتظمة الشكل طول العام.
- أن تكون غزيرة كثيفة الفروع الجانبية بحيث تبدو كتلة واحدة.
- أن تكون ذات أوراق صغيرة حتى يسهل تشكليها.
أما الأشجار المخروطية فهى تختار إما لزراعتها فى الحدائق الهندسية أو الطبيعية ففى حالة زراعتها فى الحدائق الهندسية تختار لزراعتها لتحديد طريق داخل الحديقة أو مدخل أو تزرع فرادى على المسطح الأخضر لتعطى التناظر المطلوب.
أما عند اختيارها لزراعتها فى الحديقة الطبيعية فيفضل أن تزرع فى مجاميع تماماً كما هو الحال فى الطبيعة – كما أنه إذا توافرت السفوح المنحدرة فى الأرض المنشأ عليها الحديقة الطبيعية – يمكن زراعة مثل هذه الأنواع من الأشجار المخروطية فضلا عن ذلك فأنه يجب مراعاة عدم خلط مثل هذه الأنواع المخروطية مع الأشجار المتساقطة الأوراق نظراً لتنافرها.
وقد تزرع الأشجار فى الحدائق لغرض الحصول منها على الظل وفى هذه الحالة يراعى الآتى :
- يراعى إذا كانت الأشجار سوف تزرع على المسطح الأخضر يفضل أن يتخلل فروعها وأورقها بقع شمسية خفيفة حتى لا يضر الظل المستمر نباتات المسطح أسفلها.
- أن تختار الأشجار ذات التفريغ الخيمى.
- تختار الأشجار المتساقط الأوراق حتى يمكن الإستمتاع بظلها عند الجلوس تحتها صيفاً والأستمتاع بالشمس أسفلها عند الجلوس تحتها شتاء.
- يراعى التناسب بين عدد الأشجار ومساحة المكان المخصص للجلوس فتختار الأنواع القوية كالتين البنغالى فى الأماكن المتسقة والأشجار المتوسطة نسبياً للأماكن الأقل اتساعا مثل البوانسيانا مع مراعاة تقليل عددها قدر الإمكان وسط المسطحات.
أما فى حالة استعمال الأشجار لحجب منظر غير مرغوب فيه فيراعى الآتى :
قد يلجأ مصمم الحديقة إلى اخفاء منظر غير مرغوب فيه باستعمال الأشجار نظرا لأن سور البناء لا يفى الغرض ويكون ذلك بزراعة صف أو صفين متجاورين من الأشجار التى تصلح لهذا الغرض على حساب اتساع الحدبقة والمنظر المراد اخفاءه وفى هذه الحالة تزرع الأشجار على مسافات متقاربة من 1.5 متر إلى 2 متر ويراعى فى الأشجار التى تزرع لهذا الغرض :
- أن تكون مستديمة الخضرة.
- أن تكون قائمة ذات شكل محدد وتفريع محدود حتى يمكن زراعتها متقاربة.
- أن تكون ذات مجموع جذرى وتدى حتى لا تؤذى ما يجاورها من مبانى أو نباتات مزروعة.
- أن تكون سرعة النمو تؤدى وظيفتها فى أسرع وقت ممكن – ومن الأشجار التى يمكن أن تصلح لهذا الغرض الستركوليا والسرو ولو أنه بطئ النمو – وكذا الكازورينا.
أما الأشجار التى تزرع فى الشوارع :
فتزرع بهدف مد الشارع بالظل وتجميله وتخفيف حدة الألوان النباتية – وتختلف طبيعة هذه الشوارع تماماً – فقد يكون هذا الشارع تجارى أو شارع معد للنزهة أو شارع يستخدم فى فصول معينة أكثر من باقى الفصول وذلك كالطرق المؤدية إلى المدارس والجامعات لا تستخدم بكثرة فى الصيف – والمصايف والمشاتى مثلا تستخدم طوال العام بنسبة واحدة ويمكن مراعاة ما يأتى عند زراعة الأشجار فى الشوارع :
- تزرع الأشجار فى الجزء غير المعرض لأسلاك التليفون أو الكهرباء أو الترام ومقام على جانبى الشوارع أو فى الوسط.
- تنتخب الأشجار ذات التفريع القائم أو الخيمى تبعاً لظروف الشارع من حيث الأتساع وكثرة الأسلاك الممتدة فيه – وفى الشوارع كثيرة الأسلاك يحسن أن تكون الأشجار من الأنواع التى تتحمل التقليم والتشكيل لتفادى امتداد الأفرع واحتكاكها بالأسلاك.
- يزرع كل شارع بنوع واحد من الأشجار ألا إذا كانت الشوارع طويلة جداً فيمكن زراعتها بأكثر من نوع.
- يراعى أن تكون السوق معتدلة لا يقل طولها عن 3 أو4 أمتار حتى لا تعوق حركة المرور وكلما كان التفريع عالياً كلما كان الأفضل.
- تزرع الأشجار على بعد لا يقل عن 10 أمتار فى جور اتساعها 1 فى 1 متر وتغطى بشبكة من الحديد أو الأسمنت المسلح حتى لا يتشوه منظر الشارع وتصان أيضا بشبكة من الحديد فى السنتين الأوليتين من حياتها.
وفى حالة اختيار الأشجار التى تستعمل لتزيين المدن يراعى الآتى :
- ألا يتساقط أى جزء من أجزاء الشجرة مثل الورق أو الثمار أو القلف حتى لا يؤدى ذلك إلى قذارة الشارع.
- يفضل زراعة الأشجار المزهرة المحددة النمو أيضاً.
- يمكن أن تزرع أشجار خضرية ويفضل منها القابل للقص والتشكيل وأن تكون ذات نمو خضرى محدود.
وشوارع المدينة تختلف عن شوارع الضاحية ولهذا عند اختيار الأشجار لزراعتها فى شوارع الضواحى يجب أن يتوافر فيها الصفات الآتية :
- تفضل الأشجار ذات النمو الخيمى ويساعد على ذلك اتساع الرصيف فى الضاحية.
- يلاحظ أن تكون الأشجار متوسطة النمو.
- يفضل زراعة الأشجار المزهرة فى شوارع الضواحى مثل البوانسيانا التى تزهر أزهاراً حمراء فى الصيف والجاكارندا التى تزهر أزهاراً زرقاء فى الربيع.
- يفضل أن تزرع الأشجار المتساقطة الأوراق نظراً لأن شوارع الضاحية متربة ويتطلب ذلك تجديد الأوراق كل سنة حتى لا تتجمع الأتربة عليها مثل البونسيانا والجاكارندا.
أما الأشجار التى تستعمل فى الطرق الزراعية فيراعى الآتى :
تنتخب الأشجار القائمة السريعة النمو كالكازورينا والكافور وتزرع على جانبى الطريق على بعد عشرة أمتار من بعضها أما إذا كان يحد الطريق من إحدى جانبية ترعة أو مجرى مائى فيمكن زراعة أشجار خيمية الشكل أو مدلاه الفروع بجوار الماء ويفضل منها من له مجموع جذرى كبير حتى يمكن استغلاله فى تثبيت جوانب هذه الممرات المائية – وعلى الجانب الأخر من الطريق تزرع الأشجار القائمة ذات المجموع الجذرى الوتدى المتعمق فى التربة حتى لا تضر جذورها الأرض الزراعية المجاورة لها.
وفى حالة استعمال أشجار مؤقتة فى الحديقة يكون ذلك بهدف الحصول على التأثير السريع بين الأشجار الأصلية البطيئة النمو ويجب أن تكون سريعة النمو وعادة تكون قصيرة العمر وهى تزال بمجرد إمكان الأستغناء عنها قبل أن تؤثر على نمو النباتات الأصلية ويجب عند زراعتها أن تدرس من حيث تالفها مع بعضها فى الشكل والأحتياجات البيئية.
أستعمال الأشجار كمصدات رياح :
|
شكل1 |
|
شكل(1): زراعة الأشجار كمصدات رياح (لاحظ الكثافة الناتجة المتوسطة والتى تصل إلى حوالى 60% لأن الأشجار كبيرة وحدث تساقط للأفع السفلية مما يلزم معه زراعة شجيات أو أشجار صغية لغلق الجزء السفلى من المصد.
من الأغراض التى تستعمل فيها الأشجار كسر حدة الرياح فى المزارع وصد الرياح الحارة والباردة والمحملة بالأتربة والرمال عن المزارع والحقول البستانية المجاورة – وهى بذلك تعمل على زيادة الإنتاج بطريق غير مباشر وتحمى المحاصيل وتعمل على تثبيت التربة وإيقاف سفى الرمال.
ويمكن زراعة مثل هذه الأنواع من الأشجار للإنتفاع ببعض الأراضى التى تتعارض زراعتها بها مع المحاصيل البستانية أو الحقلية فى المساحات والجهات التى يمكن استغلالها.
ويراعى فى مثل هذه الأشجار المميزات الآتية :
سرعة النمو ينتج عنها أن تصل الأشجار إلى ارتفاع يمكنها من صد الرياح فى وقت قصير ويرا عى أن تكون أوراق الأشجار أبرية رفيعة حتى يمكن أن يتخللها الرياح دون أن تدفع الفروع من اتجاهها فتميل الأشجار أو يشوه نموها – ويلاحظ ألا تؤثر الجذور على المحاصيل المجاورة فتفضل الكازورينا لهذا السبب على الكافور لعمق جذورها فى التربة.
وتستغل مصدات الرياح فى المستقبل فى الحريق أو تباع أخشابها فتلاحظ جودة نوع الأخشاب وكميتها فى الأشجار المستعملة لهذا الغرض.
وقد تضمنت إحدى النشرات عن مدى الفائدة التى تعود من المصد على الأماكن أو الحيوانات أو الزراعات المحاطة متضمنه بعض الدراسات التى تمت فى هذا الشأن والتى أدت إلى زيادة الإدرار فى حيوانات اللبن وقلة الوجبات التى تقدم حيث أن المصد يعمل على تدفئة الحيوان مما يقلل من الطاقة المبذولة للتدفئة – وأشارت إلى زيادة عائد محاصيل القمح والشعير فى الحقول المحاطة عن غير المحاطة.
وفى محطات التجارب أشجار الفاكهة بواشنجتن وجد أن النحل يفضل العمل بالبساتين المحاطة بمصدات الأشجار مما يساعد على زيادة الأخصاب و بالتالى يؤدى إلى زيادة المحصول.
وفى نبراسكا وجد أن 34 فدان فى الأراضى المحاطة أعطت محصولاً من طماطم التعليب والباقلاء يعادل ما يعطيه 40 فدان مكشوفة إلى جانب إيواء الطيور النافعة.
وأوضح أيضاً سنة 1946 تأثيرات المصدات والأحزمة على الأراضى الزراعية بالنسبة لفعل العوامل ال جوية حيث أنها تقلل من سرعة الرياح والتبخر وتعمل على زيادة الرطوبة المطلقة للهواء وتحافظ على حرارة المناطق المحاطة وتحد من آثر عوامل التعرية.
أما بالنسبة للحاصلات الزراعية فقد سرد الكثير من الملاحظات – ففى امريكا الشمالية كانت الزيادة فى محصول القمح 2.3 بوشل للفدان الذى أجرى صيانته 4.3 للشيلم 6.7 للذرة ، 7.4 للشعير وفى كاليفورنيا لوحظ أن مصدات الرياح تعمل على زيادة محصول القطن بنسبة من 10 إلى 20% وفى منطقة تمتد إلى ما يوازى عشرة أمثال ارتفاع الأشجار.
بخلاف الملاحظات الأخرى خارج أمريكا الشمالية فى ألمانيا و الدنمارك وروسيا فقد أوضح Gorshenin سنة 1934 أن المحصول المتوقع قد زاد من الأراضى بين مصدات الرياح حوالى 20% للقمح الصيفى ، 50% للشتوى ، 48% للشعير ، 2.3% للجت وبالنسبة لمحاصيل الخضر فأن العائد من الخيار والجزر والبطاطا قد تضاعفت فى الأراضى المحاطة بمصد الأشجار وأن الطماطم والبنجر قد زادت بحوالى 70%.
وفى جمهورية مصر العربية أجريت تجربة لمعرفة الأهمية المتعلقة على زراعة مصدات الأشجار على الإنتاج الزراعى – هذا وقد أمكن التوصل إلى نتائج هامة كتحديد الأنواع التى تصلح كمصدات للرياح وهى الكازورينا والكافور والسرو فى الوادى وبالجهات الصحراوية العبل و الكازورينا كما لا تقل المسافة المستفيدة من المصد عن ثلاثة أمثال ارتفاع المصد – وقد حققت المساحات المصانة زيادة فعلية فى العائد النهائى – ففى القطن حقق زيادة تعادل 35.6 % للقطع المحاطة عن القطع المكشوفة وحقق القمح زيادة 38% والذرة الصيفى 74% والأرز 10% كما حقق زيادة القيمة النقدية لمحاصيل الفاكهة – كما حقق تحسناً ملحوظاً فى حجم الشتلات وارتفاعها إلى جانب توفير المادة الخشبية التى تحتاج إليها – وبذلك تعمل مصدات الرياح والأحزمة الشجرية على رفع مستوى الإنتاج الزراعى مع تدبير الخامات اللازمة للصناعة وتناولت نشرة الغابات الصادرة من هيئة الأغذية والزراعة (مارس 1955) أهم المصدات والأحزمة للزراعة تحت الظروف الجافة والنصف جافة لتقليل حركة الرياح وحماية المحاصيل وعدد الصفوف التى يتكون منها المصد وأشير إلى أن السرو يعتبر من أهم الأنواع الشائعة الاستعمال لهذا الغرض وكذا الكازورينا والعبل.
التكاثر:
تتكاثر الأشجار باستخدام البذور التى تتكون عليها أو باستعمال الكثار الخضرى وعند زراعة بذور الأشجار قد لا تنبت أو يتأخر إنباتها رغم حيويتها ويرجع أسباب ذلك إلى أن فترة الراحة أو السكون تمنع نمو الجنين رغم توافر العوامل الخارجية التى تلائم الإنبات وترجع أسباب السكون فى بذور الأشجار بصفة عامة إلى العوامل الآتية :
- صلابة القصرة التى قد تعوق نمو الجنين كما فى البذور الصلبة مثل الروبينيا ولذلك تعامل البذور أما بالنقع فى الماء مع تغييره يومياً أو تشقق القصرة أو تنقع البذور فى حامض كبريتيك 50% مدة نصف ساعة ثم تنشل وتغسل جيداً بالماء وتزرع.
- وجود طبقة شمعية تغطى قصرة البذور وتعوق إمتصاصها للماء ويتأخر الإنبات حتى تتخلل المواد الشمعية وذلك مثل بذور الأكاسيا واللبخ ولذلك تعامل البذور بالنقع فى ماء مغلى مع تركه ليبرد بالتدريج.
- قد يكون الجنين كامل التكوين ولكنه لا ينمو عند زراعته حيث يتطلب بعض التغيرات الفسيولوجية التى تستلزم خفض درجة الحرارة حتى 5 درجة مئوية مع توفير الرطوبة لذلك تحفظ البذور على هيئة طبقات تتبادل مع طبقات أخرى من مادة دبالية مشبعة بالرطوبة فى صندوق خشبى يحفظ فى مكان رطب ذى حرارة منخفضة مدة حوالى شهرين وتسمى هذه العملية (الكحر البارد) Stratification كما فى الأكاسيا.
طريقة زراعة البذور :
تزرع البذور من مارس إلى سبتمبر إما فى مواجير أو صناديق خشبية ثم تفرد فيما بعد فى قصارى صغيرة ومنها تنقل إلى الأرض المستديمة كما فى معظم الأنواع أو تزرع فى قصارى صغيرة ومنها إلى الأرض مباشرة إذا كانت شتلاتها لا تتحمل عملية التفريد والشتل مثل الكافور والكازورينا ، هذا إذا ما كانت كمية البذور محدودة أما إذا كانت كمية البذور كبيرة فتزرع فى أحواض سبق خدمتها واستبدال تربتها بطمى لعمق من 20 إلى 30 سم وتزرع البذور فى سطور بينها 20 سم أو نثراً ثم تغطى بطبقة من الطمى تختلف حسب حجم البذور . ويراعى أن تبقى تربة الأحواض والمواجير رطبة باستمرار حتى لا تتعرض البذور للجفاف ولذلك يفضل رش مراقد البذور على فترات متقاربة على هيئة رذاذ وتنبت البذور بعد فترة من شهر إلى شهرين وقد تطول المدة عن ذلك فى بذور الأشجار المخروطية.
وبعد أن يصل نمو البادرات إلى 10 – 15 سم يجرى لها عملية تفريد والغرض من تفريد الشتلات توفير الضوء والغذاء اللازم لنموها . كما يؤدى تقطيع الجذور الليفية عند إقتلاع النباتات إلى تشجيع تكوين تفرعات جانبية جديدة غزيرة.
التكاثر الخضرى :
يشمل استعمال أجزاء مختلفة من النباتات ويتبع هذا النوع من التكاثر فى حالة الأشجار التى لا تكون بذوراً فى بعض المناطق نتيجة لعقم وراثى – وتتبع أيضاً طريقة الأكثار الخضرى فى حالة حدوث طفرات خضرية ذات ميزة معينة من ناحية شكل أو لون النموات الخضرية أو حجم ولون الأزهار. ولو أن طريقة الأكثار بواسطة البذور سهلة فى إجرائها إلا أن لإكثار النباتات خضرياً مميزات كثيرة أهمها أنه يمكن الحصول على نباتات ذات نمو قوى فى وقت أسرع من استخدام البذور – وهذه الميزة لها أهميتها من ناحية توفير الجهد والوقت والأدوات التى تستغل فى إنتاج هذه الشتلات وبالتالى ستقل مصاريف الإنتاج علاوة على ذلك فإن النباتات التى تتكاثر خضرياً تعطى نباتات تطابق الأصل تماماً من ناحية صفاتها الوراثية وهذه قد لا تتيسر عند استعمال البذور كوسيلة للأكثار وكثيراً ما يؤدى أنعزال العوامل الوراثية إلى تكوين بذور غير متجانسة فالأحسن أذن أكثار مثل هذه النباتات خضرياً.
استعمال العقل فى أكثار الأشجار:
تكاثر الأشجار خضرياً باستعمال نوعين من العقل:
النوع الأول : هو العقل الخشبية Hard Wood Cutting
وهى التى تؤخذ من سيقان متخشبة عمرها أكثر من سنة ولا يفضل أن تزيد عن سنتين ويفضل أن يكون طولها بين 15 – 25 سم حسب النبات وهى تتبع لأكثار أغلب الأشجار المتساقطة الأوراق التى لا تكون بذوراً.
النوع الثانى : هو عقل الفضة أو الخضرية Soft Wood Cutting or Semi Hard Wood Cutting
وهى جزء من ساق عمره أقل من سنة علية براعم ابطية وأوراق وقد تنتهى العقلة ببرعم طرفى فتسمى عقلة طرفية وتعتبر هذه العقل أجزاء من أفرع ناتجة من موسم النمو الجارى التى لم تنضج بعد وطولها عادة من 8 – 15 سم.
أن هناك علاقة بين نمو براعم الأشجار المتساقطة الأوراق ونشاط الخلايا الموسمية فى أنسجة الساق . ولهذا فأن أنسب وقت لعمل العقل الخشبية عند انتهاء طور السكون للبراعم وبدء نموها ، وعموماً فتحت ظروف مصر الجوية نجد أن أنسب وقت لعمل العقل الخشبية هو فبراير ولو أن هذا التاريخ يختلف من مكان لآخر . فمثلاً فى منطقة أسوان تختلف فيها ظروف الجو فى درجات الحرارة عن وسط الدلتا وشمال الدلتا وهكذا فيتبع ذلك أما التبكير أو التأخير فى أخذ العقل عن التاريخ المذكور…… وهكذا.
وهناك بعض النباتات يتأخر خروج براعمها من طور السكون مثل أنواع الفيكس والسرسوع حيث تنمو براعمها أبتداءً من شهر أبريل ولذا لا تؤخذ عقلها الخشبية قبل هذا الميعاد.
تزرع العقل الخشبية فى تربة سلتية خفيفة لحين تكوين الجذور عليها ويكون ذلك بعد فترة طويلة قد تصل إلى شهرين أو أكثر.
وبعد نجاح تكوين الجذور على العقل تنقل إلى الأصص الصغيرة حيث يزرع نبات واحد بكل منها أو تفرد فى أرض المشتل المخصصة لتربية الأشجار.
أما العقل الخضرية فتؤخذ فى الصباح الباكر وتزال الأوراق القاعدية قبل الزراعة ولكن يجب ابقاء كمية كبيرة من الأوراق عليها حيث أن ذلك يساعد على اسراع تكوين مجموع جذرى قوى نتيجة لأن الأوراق توفر لها المواد الغذائية والهرمونية اللازمة لتكوين الجذور ولذلك فيعتبر وجود عدد من الأوراق على العقل (حتى حد معين) من العوامل التى تساعد على نجاح هذه العقل ، كما أن درجة حرارة الجو تعتبر أيضاً من العوامل التى تؤثر على نجاح العقل إذ وجد أن ارتفاع درجة حرارة الجو يؤدى إلى سرعة التنفس وفقد المواد الغذائية التى تكونها الأوراق بالتمثيل الضوئى فلا يبقى منها ما يساعد الجذور على النمو لاسيما العقل الخضرية لا يحتوى على مواد غذائية مخزنة كالعقل الخشبية فالأفضل حفظ العقل فى مكان بارد وأنسب درجة حرارة لذلك هى 15 درجة كما أن ارتفاع درجة حرارة التربة إلى 21 درجة يؤدى إلى زيادة نشاط الخلايا بالجزء القاعدى للعقلة المغروسة فى الأرض مما ينتج عنه سرعة تكوين الجذور.
كما أن نجاح العقل الخضرية يتوقف أيضاً على الأحتفاظ بالأوراق فى حالة غير ذابلة حتى تتكون الجذور ولذلك يجب أن تزرع هذه العقل فى مكان مرتفع فيه نسبة الرطوبة حتى تقل عمليات النتج فى الأوراق مما يساعد على بقاء الأوراق بحالة ناضرة وبدون ذبول.
علاوة على ذلك فأنه توجد عوامل أخرى خارجية تؤثر على نجاح العقل ومنها خواص التربة التى يفضل أن تكون جيدة الصرف خفيفة سلثية أو رملية أو أى وسط يكفل استمرار توافر المياه بالخاصة الشعرية لقواعد العقل ويجب عند اختيارها أن تكون سليمة خالية من الأمراض والحشرات حيث قد تحمل بعض العقل السليمة جراثيم الفطر والبكتريا على سطحها والتى قد تتمكن من إصابة الأنسجة أثناء عمل العقل ولذلك يفضل تعقيمها بمحلول (فورما الدهيد أو فرمات) ومن العوامل الخارجية أيضاً المعاملة بالمواد الكيماوية أو الهرمونية المشجعة للنمو وتكوين الجذور على العقل وكذلك مكان القطع السفلى من العقدة السفلية.
وهناك عوامل داخلية تؤثر أيضاً على نجاح العقل ومنها كمية المواد الغذائية المخزنة وعمر العقل وتكوين الكالاس عليها وغيرها.
التكاثر بالتراقيت Layering
بعض النباتات تكون جذورا على سوقها فيمكن الاستفادة من هذه الجذور بترقيدها فى التربة لتنمو فيها نباتات جيدة فتتخذ غذائها من التربة المتصلة بها إلى أن تتمكن من الاعتماد على نفسها فتفصل وتصبح أفراد مستقلة وهى طريقة سهلة للمحافظة على النبات وأكثاره ومن أشهر النباتات التى ينجح تكاثرها بالترقيدTecoma Spp ، والمانوليا Majnolia، Grandiflora .
التكاثر بالتطعيم Grafting :
وذلك بطريقة التطعيم بالقلم أو العين فى الميعاد المناسب فى الربيع أو الخريف أو نهاية الربيع ولا يتبع التطعيم لتكاثر الأشجار إلا فى حالات قلائل للحصول على أشجار تزهر فى سن مبكرة وإذا كانت وسائل إكثارها بالطرق الخضرية الأخرى صعبة.
التكاثر بالسرطانات Suckers
وهى نموات تخرج من براعم كانت ساكنة ثم أصبحت مرستمية وذلك بالقرب من قاعدة النبات إو من تحت سطح التربة وهى تعتمد فى غذائها على الأم حيث أنها لا تكون جذوراً مستقلة بنفسها . ولذا يراعى عند فصلها من الأم فصل جزء من الجذع يطلق علية أسم (الكعب) وذلك للمساعدة على تكوين الجذور الجديدة ومثل ذلك أشجار الحور.
نقل الأشجار
قد تنقل شتلات الأشجار إلى جزء من المشتل لتبقى به سنتين أو أكثر وتزرع به على مسافات أوسع وذلك لغرض ترتيبها وإعدادها للزراعة فى المكان المستديم ويمكن الأعتناء بها فى مساحة أكبر وتوفير الغذاء اللازم لها بالتسميد والعمل على تكوين ساق قوى لها وتربى على أفرع متناسقة التوزيع وتوالى بالتقليم ليكون ذلك أساساً سليماً لتكوين الشكل النهائى المرغوب للشجرة.
وقد يكون النقل ضرورياً لبعض الأنواع فالنباتات المنقولة تكون كمية أكثر من الجذور الليفية ويقل نمو النباتات فى الطول وبذلك يتكون توازن مرغوب بين المجموع الخضرى والمجموع الجذرى.
نقل الأشجار المتساقطة الأوراق :
تنقل الأشجار المتساقطة الأوراق إلى المكان المستديم بنجاح خلال فصل الشتاء فى فترة تكوين البراعم ويفضل نقلها قبل بدء نمو البراعم مباشرة فى أوائل الربيع ولذلك قد يتأخر نقل بعض النباتات التى يتأخر بدء نشاطها مثل أشجار السرسوع والفيكس والبوانسيانا والجاكاوندا إلى شهر أبريل والكاسياندوزا إلى شهر مايو . وعادة تنقل الأشجار المتساقطة الأوراق ملشاً ومن الطبيعى أن يتلف جزء من جذورها فى هذه العملية فيفضل تقليم أطراف الأفرع بمقدار ينتج عنهً توازن جيد بين المجموع الجذرى والمجموع الخضرى.
ويفضل زراعتها فى المكان المستديم بمجرد إقتلاعها إذا لم يتيسر ذلك يجهز لها خندق على شكل حرف V فى مكان رطب ظليل وتدفن إلى نصفها وتزرع الشتلات وتغطى الجذور بالتربة المفككة الرطبة وتروى رياً غزيراً ويملأ الخندق بالتربة وتثبت جيدا ً حول الشتلات بالكبس بالأقدام وتوالى بالرى الغزير دائماً.
نقل الأشجار المستديمة الخضرة :
نقل الأشجار المستديمة الخضرة فى أى وقت من السنة ويفضل الربيع والخريف وتنقل الشتلات من المشتل بصلابة بأن يحفر حول كل شتلة بكريك حاد مع المحافظة على التربة متماسكة حول الجذور ويدفع الكريك إلى أسفل الصلاية وترفع وتوضع على قطعة مربعة من الخيش مناسبة الحجم وتربط أطرافها إلى ساق النبات وقد تغطى الصلاية بقش الأرز ويربط جيداً ويمكن أن تنقل الأشجار الكبيرة نوعاً ما بهذه الطريقة ويجب استعمال كلتا اليدين فى حمل الأشجار الكبيرة إحداها أسفل الصلاية والأخرى عند الساق وبعد الزراعة تقلم بما يوازى ثلث الأفرع الصغيرة تقريباً مع المحافظة على الشكل الطبيعى والخطوط الخارجية للقمة .
ويفضل زراعتها فى المكان المستديم بمجرد إقتلاعها ولكن عند الاضطرار إلى تأجيل زراعتها يعمل لها خندق واسع وتوضع الصلاية به وتردم وتروى رياً غزيراً ويجب أن تتوافر الرطوبة بالتربة دائماً وترفع نسبة الرطوبة الجوية ويقلل النتج بالرى المستمر ويرش المجموع الخضرى بالماء وإقامة الخندق فى مكان ظليل رطب. وعموماً يمكن نقل الأشجار النامية فى قصارى أو صناديق أو غيرها فى أى وقت من السنة.
زراعة الأشجار فى المكان المستديم :
تعمل حفرة مركزها مكان الشجرة ويجب أن يكون حجمها أكبر من حجم المجموع الجذرى للشجرة بمقدار يسمح بوضع التراب الناتج من الطبقة السطحية للحفرة حول الشجرة وكذلك كبسه حولها لتثبيتها وإذا كانت تربة المكان غير جيدة فتحفر حفرة كبيرة (1X 1 متر) تقريباً.
1- التجهيز للزراعة
تحفر الجور بمعدل مترX متر وعمق 4/3 متر إلى متر حتى تكون مناسبة لطول الجذور ويوضع فى كل جورة مخلوط من الطمى والسماد العضوى المتحلل بنسبة 1:1 وبخاصة إذا كانت التربة غير صفراء أو رملية أو خفيفة وتزال الجذور التالفة قبل الزراعة وبعد وضع الشتلة يردم عليها وتضغط الجور جيداً وتروى وتقلم الشجرة تقليماً يتناسب مع المجموع الجذرى ويمكن وضع دعامة من الخشب لها إذا كانت الشجرة فى حالة تراخ حتى يضمن استقامة جذعها وتربط مع الدعامة بألياف يشترط أن تكون متراخية الرباط أو قد تستعمل أربطة على هيئة طوق من الكاوتش وتزال الدعامة بعد سنتين وفى الأشجار المتساقطة الأوراق يراعى لف الجذع بالخيش أو قش الأرز من سطح الأرض حتى أول التفريع لوقاية الشجرة من الآفات وأشعة الشمس وتترك لمدة موسم أو موسمين حتى يتأكد من سلامة الشجرة وأنها أصبحت تقاوم بنفسها أى مؤثر خارجى قد يؤدى إلى اخفائها.
2- تقليم الأشجار
|
تقليم الأشجار |
|
تحتاج الأشجار إلى تقليم خاص بالنسبة لحجمها واستعمالها فعند زراعة الأشجار تزال الفروع المكسورة وتقص الشاردة وأحياناً يزال جزء من الفروع الصغيرة حتى تتناسب القمة مع المجموع الجذرى وبعد الزراعة تختلف حاجة الأشجار للتقليم فمثلاً ما يزرع منها للظل قليلاً ما يحتاج للتقليم ولكن عند الرغبة فى الحصول على كمية أكبر من الضوء فقد تخف الفروع التى تضايق المبانى أو التى تعطل حركة المرور فى الشوارع تزال بطبيعة الحال ومعظم الأشجار المستديمة الخضرة خصوصاً المخروطية لا تقلم بل يحسن تركها لتنمو نمواً طبيعياً ويكتفى بإزالة الفروع التالفة أو العريضة أو الجافة كما أن الأشجار التى تظهر عليها علامات الضعف لأى سبب فأنه يمكن تجديد نشاطها بالتقليم الجائر.
3- أشكال زراعة الأشجار فى المكان المستديم
الزراعة على أركان مربعات
وفيها تكون المسافة بين الأشجار فى الصف هى نفس المسافة بين كل صف وأخر (شكل2) وعلى ذلك فإن العدد اللازم للتشجير :
عدد الأشجار اللازم للتشجير = المساحة المراد تشجيرها / (المسافة بين الأشجار)2
|
شكل(2)الزراعة على أركان مربعات |
|
الزراعة فى أركان مستطيلات :
وفيها تكون المسافة بين الأشجار فى الصف مختلفة عن المسافة بين الصفوف (شكل3) وعلى ذلك فإن العدد اللازم للتشجير:
عدد الأشجار اللازم للتشجير = المساحة المراد تشجيرها / (المساحة بين الأشجارX المسافة بين السطور)
|
(شكل3)الزراعة فى أركان مستطيلات |
|
الزراعة المتبادلة (على رؤوس مثلثات) :
وفيها تكون فى صف ما مقابلة لمنتصف المسافة بين أشجار الصف الثانى وهكذا كما هو موضح بالشكل رقم(4) وهذا النوع من الزراعة يعطى حماية أكبر للمنطقة المحمية خلفها كما يعطى كثافة تاجية أعلا للمصد.
|
(شكل4)الزراعة المتبادلة فى الخطوط |
|
2- مسافات الزراعة :
تتراوح مسافات الزراعة عند زراعة الأشجار للحماية من 2 – 3 متر بينما تزرع أشجار الشوارع على مسافات أوسع من ذلك تصل حتى 5 متر أو أكثر وتتوقف المسافة بين الأشجار وبعضها على النوع المزروع فمثلاً الأنواع ذات التيجان الضيقة مثل السرد والكازوارينا تزرع على مسافة أقل من الأنواع ذات التيجان العريضة مثل البوانسيانا وأبو المكارم. وفى الأماكن الجيدة التربة تزرع الأشجار على مسافات أوسع منها فى المواقع الفقيرة وهناك نظامين للزراعة فيما يتعلق بالمسافات.
أ- الزراعة على مسافات :
يتم زراعة الأشجار على مسافات تعادل نصف المسافة المفروض أن تتواجد عليها وتصلح هذه الطريقة لزراعة الأشجار لغرض الحماية وفى المساحات الشجرية لإنتاج الخشب ويؤدى ذلك إلى تشجيع النمو الطولى للأشجار وصغر حجم الأفرع الجانبية وفى هذه الحالة تزرع الأشجار على مسافة 1- 1.5 متر داخل الصف وبعد نمو الأشجار وتشابك التيجان مع بعضها و الذى يحدث فى خلال 5 – 6 سنوات. يتم خف الشجار على المسافات العادية وفى هذه الطريقة يلزم عدد من الشتلات ضعف العدد النهائى وتفضل هذه الطريقة أكثر للأنواع التى لها تيجان عريضة منتشرة مثل الكافور.
ب- الزراعة على مسافات واسعة :
فى هذا النظام تزرع الشتلات على نفس المسافة التى ستنمو عليها حتى قطعها.
4- العوامل التى يجب وضعها فى الأعتبار عند زراعة الأشجار :
- يجب زراعة الشتلات بحيث يصل المجموع الجذرى لأكبر عمق لتلافى الجفاف الذى يحدث للبادرات فى الصيف.
- يجب ألا يكون المجموع الجذرى مع بعضه أو يثنى فى جانب واحد أو يوضع راسياً فى مكان واحد.
- فى المواقع الجافة يفضل أن تزرع البادرات أقل من مستوى سطح الأرض أما بعمل خطوط تزرع البادرات فى بطنها أو عمل حفرة حول الشتلات وذلك حتى تتجمع بها مياه الرى.
- يجب أن تكون البادرات متوسطة الحجم لضمان نسبة عالية من النجاح خاصة فى المناطق الجافة حيث تكون نسبة الموت عالية عند زراعة بادرات حجمها أكبر من اللازم.
- يقلم المجموع الخضرى إذا تم تقليم المجموع الجذرى خاصة فى الأشجار ذات الورق العريض لمنع جفاف الشتلات بعد الزراعة وموتها.
العوامل التى يتم على أساسها اختيار النوع المستخدم فى التشجير :
عند زراعة الأشجار فى المواقع المستديمة يجب وضع العوامل التالية فى الأعتبار :
- أن يكون النوع ملائم للهدف من زراعته وظروف الموقع المراد تشجيره ، ففى مناطق الكثبان الرملية تستخدم أنواع محتملة للجفاف وتفضل بعض الأنواع البقولية لقدرتها على تثبيت النيتروجين واستخدامها كعلف للحيوان . أما إذا كان الهدف هو إنتاج الخشب فتزرع أنواع ذات قيمة خشبية وإذا كان الهدف حماية جسور المجارى المائية تستخدم أنواع يمكنها تحمل وجود الماء ومسك حبيبات التربة بينما فى المناطق الصناعية تختار الأنواع المحتملة للغازات والأتربة.
- ألا يكون لهذه الأنواع تأثير سئ على الموقع ومثال لذلك عند زراعة أشجار الكافور ملاصقة للأسوار فإن جذورها قد تسبب أضرار للمبنى. بعض الأشجار قد تكون عائل للأمراض والحشرات فمثلاً أشجار الحور تكون عائل لحفار ساق التفاح وأشجار الكازوارينا تكون فى بعض المناطق عائل للنمل الأبيض.
5- الأنواع الملائمة للأغراض المختلفة:
أ- الأنواع الملائمة لاستخدامها كمصدات رياح :
- الكازوارينا الحمراء Casuarinacunning hamiana
- الكازوارينا البيضاء Casuarina glauca
- الكافور البلدى Eucalyptus Sp
- الإتل أو العبلTamarix articulate
ب- الأنواع الملائمة لتشجير الطرق :
الأنواع الملائمة للطرق الصحراوية :
- الأكاسيا ساليجنا Acacia saligna
- الإتل أو العبل
- الكازوارينا الحمراء
- الكازوارينا البيضاء
الأنواع المناسبة للطرق بمنطقة الدلتا :
- الكازوارينا الحمراء
- الكازوارينا البيضاء
- الكافور العادى
- السرسوع
الأنواع المناسبة للطرق بالوجه القبلى :
- الكازوارينا الحمراء
- الكازوارينا البيضاء
- الكافور العادى
- الكافور الليمونى
- السرسوع
- التوت
- الكايا (الماهوجنى الأفريقى)
ج- الأنواع المناسبة للزراعة على جوانب الترع والمصارف :
أنواع تزرع للحصول على الأخشاب
- الكازوارينا الحمراء
- الكازوارينا البيضاء
- الكافور العادى
- السرسوع
أنواع تصلح لإنتاج الأخشاب والتغذية
- التوت الأبيض
- التوت الأسود
- الجميز
وأخشاب هذه الأنواع تتحمل البقاء فى الماء ولهذا تستخدم أخشابها فى صناعة المراكب النيلية كما تستخدم أوراق التوت فى تغذية دودة الحرير.
أنواع تصلح لمسك حبيبات التربة
- الصفصاف البلدى
- الناكسوديوم
- صفصاف أم الشعور
د- الأنواع الملائمة للزراعة بمناطق الكثبان والأراضى الرملية :
أشجار تصلح للعلف وتثبيت النيتروجين الجوى :
- الكاسيا ساليجنا
- الطلح (الأكاسيا سيال)
- الأكاسيا عريشى (أكاسيا سيكلوبس)
- البروسوبس أو المسكيت
أشجار لا تصلح كعلف
- الإتل أو العبل
شجيرات تصلح لتثبيت الكثبان الرملية :
- القطف (معظم أنواعه تستخدم كعلف)
- الخروع
- السيسال
- الباركنسونيا
هـ- الأنواع التى تصلح للزراعة بالأحزمة الخضراء حول المدن
أنواع تزرع بهدف الحماية وإنتاج الخشب
- الكازوارينا الحمراء
- الكازوارينا البيضاء
- الكافور العادى
- الكافور الليمونى
- كافور الصقيع
- السرو (بطئ النمو)
- الأكاسيا ساليجنا
- الكايا
أنواع متساقطة لإنتاج الخشب وقيمتها الترويحية
- السرسوع
- الاستركولبا يلاتانيفوليا
- الحور
- الفتنة
- البامبوزيا
- التوت
- أبو المكارم
وفى مثل هذه الزراعات لابد من الاختيار السليم للأنواع قبل زراعتها بأماكن الزراعة قبل تنفيذ برنامج التشجير.
و- الأنواع التى تصلح كأشجار للشوارع
- البوانسياتا
- الجكرندا
- السرو (منطقة الأسكندرية فقط)
- الكاسيا فودوندا
- الأروكاريا (منطقة الأسكندرية فقط)
- الفيكس العادى
- الفيكس لورينوليا
- الفيكس أبو لسان
- شجرة السماء
- المانوليا
- السنديان الحريرى
- البلتفورم
- الاستركوليا ديفرسيفوليا
- الاستركوليا اسيريفوليا
- الترميناليا
- أبو النجف ( فى الوجه القبلى)
- الشنار
- البومباكس
- اللبخ أو ذقن الباشا
- أبو المكارم
م- الأنواع التى تصلح للزراعة فى المتنزهات
كل الأشجار الصالحة للزراعة كأشجار شوارع تستخدم أيضاً كأشجار متنزهات بالإضافة إلى الأنواع التالية :
- سباثوديا
- خيار شمبر
- البوهينيا البيضاء
- بوهينيا خف الجمل
- السندروس
- فيكس الماندولين
- التين البنغالى
- الفيكس المثلث
- الفيكس المطاط
- الفيكس المتهدل
- الفلفل العريض
- الفلفل الرفيع
- الصنوبر ( منطقة الأسكندرية)
- التويا
6- النواحى الفنية لزراعة الأشجار :
أ- زراعة مصدات الرياح والأحزمة الخضراء
الهدف من زراعة مصدات الرياح هى حماية المحاصيل ومنع تعرية الأرض أما الأحزمة الخضراء فتزرع حول المدن والهدف منها هو تقليل الأضرار الناتجة عن الرياح ووقف زحف الرمال بالإضافة إلى وجود أماكن للترفية.
بالنسبة لمصدات الرياح يجب وضع العوامل الأتية فى الاعتبار :
- الاتجاه الذى تهب منه الرياح فأحسن تأثير للمصد هو عندما يكون عمودياً على اتجاه الرياح ونفس الشئ بالنسبة للأحزمة الخضراء وكلما انخفضت الزاوية بين إتجاه الرياح والمصد كلما انخفض تأثيره.
- نفاذية المصد ويقصد بها نسبة الفتحات بالمصد فالمصدات الكثيفة التى تزرع أشجارها على مسافات متقاربة والتى تكون أكثر من صف به الأشجار متبادلة تكون عالية الكثافة وهذه قد تسبب حدوث دوامات هوائية خلف المصد بينما المصدات المتوسطة النفاذية تكون ذات تأثير اقل على خفض سرعة الرياح ولكن لا تسبب حدوث الدوامات الهوائية كما أن تأثيرها يستمر لمسافة تصل إلى 20 مرة قدر طول الأشجار ويمكن التحكم فى تفادية المصد عن طريق مسافات الزراعة.
- يراعى عدم وجود فتحات بالمصد نتيجة موت الأشجار حيث يمر الهواء فيها بسرعة أعلا من سرعته العادية ولذلك فى المصدات الكبيرة الخالية من الأفرع السفلى يجب زراعة أشجار صغيرة أو شجيرات بين الأشجار الكبيرة لعدم مرور الهواء بين المنطقة السفلى.
- يجب أن تكون المسافة بين كل مصدين متوازيين محسوبة على أساس 20 مرة قدر ارتفاع الأشجار ونظراً لأن طول الأشجار يختلف مع العمر فإن طول الأشجار المستخدمة فى حساب المسافة يحسب على أساس طول أشجار النوع المستخدم عند عمر 20 سنة.
بالنسبة للأحزمة الخضراء عند زراعتها يجب وضع العوامل التالية فى الاعتبار :
- أن تكون عريضة بحيث لا تقل عن 10 صفوف على أن تزرع الأشجار على مسافات محدودة لسهوله ريها باستخدام الرى بالتنقيط أو الرى السطحى بعمل قنوات تزرع الأشجار فى باطنها.
- أن يتواجد أكثر من نوع على أن تكون الأنواع المواجهة للرياح أعلا فى طولها النهائى عن الأنواع الأخرى وأن تكون ذات جذوع مستقيمة وذات تيجان كثيفة.
- زراعة الأشجار التى لها مظهر جمالى فى الصفوف الداخلية حتى يمكن استخدام هذه الأماكن للترويح ويمكن فى هذه الأماكن زراعة الأنواع متساقطة الأوراق.
ب- الزراعة حول أماكن الخدمات العامة
وهذه تشمل زراعة الأشجار على جوانب الترع والمصارف وطرق المواصلات والسكك الحديدية